قسم له وقدر. القمي: عن الباقر (عليه السلام) في تمام الحديث السابق قال: فزوجها إياه فمكث عند زيد ما شاء الله، ثم أنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنظر إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعجبته فقال زيد: يا رسول الله أتأذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتق الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها، ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها، فأنزل الله عز وجل نكاحها على رسوله (1).
قال: وروي فيه أيضا غير هذا، وقد نقلناه عند قوله تعالى: " وما جعل أدعياءكم أبناءكم " (2) في أول هذه السورة (3).
أقول: قد ذكرنا هناك تلك الرواية (4).
وفي العيون (5): عن الرضا (عليه السلام) في حديث عصمة الأنبياء (عليهم السلام) قال: وأما محمد (صلى الله عليه وآله) وقول الله عز وجل: " وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " فإن الله تعالى عرف نبيه (صلى الله عليه وآله) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في الآخرة، وإنهن أمهات المؤمنين، وإحدى من سمى له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى (صلى الله عليه وآله) اسمها في نفسه ولم يبده لكي لا يقول أحد من المنافقين: أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، قال الله عز وجل: " وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " يعني في نفسك، وأن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم، وزينب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله عز وجل: " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " وفاطمة من علي (عليهما السلام) (6).
وعنه (عليه السلام): في حديث آخر في عصمة الأنبياء أيضا: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قصد دار زيد ابن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك وإنما أراد بذلك تنزيه الله عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله، فقال الله عز وجل