الدنيا قبل يوم القيامة، لأن في نار القيامة لا يكون غدو وعشي، ثم قال: إن كانوا إنما يعذبون في النار غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء ولكن في نار البرزخ قبل يوم القيامة، ألم تسمع قوله تعالى: " ويوم تقوم الساعة " الآية (1).
والقمي: قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك أن في القيامة لا يكون غدو ولا عشاء (2) لأن الغدو والعشاء (3) إنما يكون في الشمس والقمر، وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر (4).
قال: وسئل الصادق (عليه السلام) عن هذه الآية فقال: ما يقول الناس فيها؟ فقيل: يقولون: إنها في نار الخلد، وهم لا يعذبون فيما بين ذلك، فقال (عليه السلام): فهم من السعداء، ثم قال (عليه السلام): إنما هذا في الدنيا، وأما في نار الخلد فهو قوله: " ويوم تقوم الساعة " الآية (5).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) أن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها، يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة، ولا تنجز لنا ما وعدتنا، ولا تلحق آخرنا بأولنا (6).
وعن الباقر (عليه السلام): إن لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار، ويأكلون من زقومها، ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن، يقال له:
برهوت أشد حرا من نار الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة (7).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، وإن كان من أهل الجنة فمن الجنة، وإن كان من أهل النار فمن النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة (8).