الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون 61 ذلكم الله ربكم خلق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون 62 وفي الإحتجاج: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل أليس يقول الله: " ادعوني أستجب لكم " وقد نرى المضطر يدعوه ولا يجاب له، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره، قال: ويحك ما يدعوه أحد إلا استجاب له، أما الظالم: فدعاؤه مردود إلى أن يتوب إليه، وأما المحق: فإذا دعاه استجاب له، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه وإن لم يكن الأمر الذي سئل العبد خيرا له إن أعطاه أمسك عنه، والمؤمن العارف بالله ربما غر عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ (1).
وقد مضت أخبار أخر في هذا المعنى في سورة البقرة عند قوله تعالى: " أجيب دعوة الداع إذا دعان " (2).
* (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) *: لتستريحوا فيه بأن خلقه باردا مظلما ليؤدي إلى ضعف المحركات وهدوء الحواس.
* (والنهار مبصرا) *: يبصر فيه أو به، وإسناد الإبصار إليه مجاز فيه مبالغة.
* (إن الله لذو فضل على الناس) *: فضل لا يوازيه فضل.
* (ولكن أكثر الناس لا يشكرون) *: لجهلهم بالمنعم وإغفالهم عن مواقع النعم.
* (ذلكم الله ربكم خلق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) *: تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.