التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٩٩
والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير 20 أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق 21 وفي المجمع: في حديث ابن أبي سرح (1) فقال له عباد بن بشير (2): يا رسول الله إن عيني ما زالت في عينك انتظار أن تومئ إلي فأقتله، فقال (عليه السلام): إن الأنبياء لا يكون لهم خائنة الأعين (3).
* (وما تخفى الصدور) *: من الضمائر.
* (والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه) *: وقرئ بالتاء.
* (لا يقضون بشئ) *: تهكم بهم.
* (إن الله هو السميع البصير) *: تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحق، ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون، وتعريض بحال ما يدعون من دونه.
* (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من

١ - وهو عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكان أخا عثمان من الرضاعة، ومن جملة من أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه يوم فتح مكة، وذلك لأنه أسلم قبل الفتح، وهاجر إلى رسول الله، وكان يكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة فلما علم ذلك استتر عند عثمان، فاستجاره وغيبه حتى جاء به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يبايع الناس، فقال: يا رسول الله بايع عبد الله، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله؟ فقال رجل من الأنصار: وهو عباد بن بشر، فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين، وأسلم ذلك اليوم، ثم ولاه عثمان في زمن خلافته مصر سنة خمس وعشرين، ومات سنة ست وثلاثين، وقيل: بقي إلى زمن معاوية وشهد معه صفين وتوفي سنة تسع وخمسين.
٢ - هكذا في الأصل، والصحيح: عباد بن بشر.
٣ - لم نعثر عليه في مجمع البيان، بل عثرنا عليه في تفسير نور الثقلين: ج ٤، ص 517، ح 35. نعم ورد ما يقرب منه في مجمع البيان: ج 3 - 4، ص 335، س 22.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»