التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٠٩
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب 46 إلى فرعون، وقالوا: إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك، ويعين أعداءك على مضادتك، فقال لهم فرعون: ابن عمي وخليفتي على ملكي، وولي عهدي، إن فعل ما قلتم فقد استحق أشد العذاب على كفره بنعمتي، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر بنعماه، فقال حزقيل: أيها الملك هل جربت علي كذبا قط؟ قال: لا، قال: فسلهم من ربهم؟
قالوا: فرعون هذا، قال: ومن خالقكم؟ قالوا: فرعون هذا، قال: ومن رازقكم الكافل لمعائشكم والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا: فرعون هذا، قال حزقيل: أيها الملك فأشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي، وخالقهم هو خالقي، ورازقهم هو رازقي، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي، لا رب لي، ولا خالق، ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم، وأشهدك ومن حضرك أن كل رب ورازق وخالق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا برئ منه ومن ربوبيته، وكافر بإلهيته، يقول حزقيل هذا، وهو يعني أن ربهم هو الله ربي، ولم يقل إن الذي قالوا أنه ربهم هو ربي، وخفي هذا المعنى على فرعون، ومن حضره، وتوهم وتوهموا أنه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي، فقال لهم فرعون: يا رجال السوء ويا طلاب الفساد في ملكي، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي، وهو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري، وإهلاك ابن عمي والفت في عضدي، ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد وفي صدره وتد، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما قال الله تعالى: " فوقه الله سيئات ما مكروا " به لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه، " وحاق بال فرعون سوء العذاب " وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط (1).
* (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) *: في المجمع: عن الصادق (عليه السلام) ذلك في

1 - الإحتجاج: ج 2، ص 131 - 133، احتجاجات الإمام الصادق (عليه السلام).
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»