التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢١٩
أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب 9 أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب 10 جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب 11 * (بل لما يذوقوا عذاب) *: بل لم يذوقوا عذابي بعد فإذا ذاقوه زال شكهم، والمعنى أنهم لا يصدقون به حتى يمسهم العذاب فيلجأهم إلى تصديقه.
* (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) *: بل أعندهم خزائن رحمته وفي تصرفهم حتى يصيبوا بها من شاؤوا أو يصرفوها عمن شاؤوا فيتخيروا للنبوة بعض صناديدهم، يعني أن النبوة عطية من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده لا مانع له، فإنه العزيز الغالب الذي لا يغلب، الوهاب الذي له أن يهب كل ما يشاء لمن يشاء.
* (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما) *: أم لهم مدخل في هذا العالم الذي هو جزء يسير من خزائنه.
* (فليرتقوا في الأسباب) *: أي إن كان لهم ذلك فليصعدوا في المعارج التي يتوصل بها إلى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم فينزلوا الوحي إلى من يستصوبون، وهو غاية التهكم بهم.
وقيل: أريد بالأسباب: السماوات، لأنها أسباب الحوادث السفلية (1).
* (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب) *: أي هم جند ما من الكفار المتحزبين على الرسل. القمي: يعني الذين تحزبوا عليك يوم الخندق (2).
قيل: مهزوم أي مكسور عما قريب فمن أين لهم التدابير الإلهية، والتصرف في الأمور الربانية، أو فلا تكترث لما يقولون، وهنالك إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الابتداء

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٠٥، س ١٧.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 229، س 6.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»