التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢١٨
أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكرى بل لما يذوقوا عذاب 8 ونعبد إلها واحدا فأنزل الله سبحانه: " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم " (1) إلى قوله: " إلا اختلق " أي تخليط " أأنزل عليه الذكر " إلى قوله: " من الأحزاب " (2) (3).
وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام) قال: أقبل أبو جهل بن هشام، ومعه قوم من قريش، فدخلوا على أبي طالب، فقالوا: إن ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا، فادعه ومره فليكف عن آلهتنا ونكف عن إلهه، قال: فبعث أبو طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعاه فلما دخل النبي (صلى الله عليه وآله) لم ير في البيت إلا مشركا فقال: " السلم على من اتبع الهدى " (4)، ثم جلس فخبره أبو طالب بما جاؤوا له، فقال: أو هل لهم في كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطأون أعناقهم، فقال: أبو جهل: نعم وما هذه الكلمة؟ قال: تقولون: لا إله إلا الله، قال: فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هرابا، وهم يقولون: " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلق " فأنزل الله في قولهم: " ص * والقرءان " إلى قوله: " إلا اختلق " (5).
* (أأنزل عليه الذكر من بيننا) *: انكار لاختصاصه بالوحي، وهو مثلهم أو أدون منهم في الشرف والرياسة لقولهم: " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " (6) وأمثال ذلك دليل على أن مبدأ تكذيبهم لم يكن إلا الحسد وقصور النظر على الحطام الدنيوي.
* (بل هم في شك من ذكرى) *: من القرآن والوحي لميلهم إلى التقليد، وإعراضهم عن الدليل.

١ - ق: ٢. والظاهر أن هنا سهو من قلمه الشريف أو من النساخ، لأن الآية في هذه السورة تكون هكذا:
" وعجبوا " إلى آخرها، وليس فيها " بل عجبوا ".
٢ - ص: ٨ - ١١.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٢٨، س ١٦.
٤ - طه: ٤٧.
٥ - الكافي: ج ٢، ص ٦٤٩، ح ٥، باب التسليم على أهل الملل.
٦ - الزخرف: ٣١.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 213 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»