التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٤
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون 66 ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون 67 ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون 68 * (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم) *: لمسحنا أعينهم حتى تصير ممسوحة (1).
* (فاستبقوا الصراط) *: فاستبقوا إلى الطريق الذي اعتادوا سلوكه.
* (فأنى يبصرون) *: الطريق وجهة السلوك فضلا عن غيره.
* (ولو نشاء لمسخناهم) *: بتغيير صورهم وإبطال قواهم.
* (على مكانتهم) *: مكانهم بحيث يخمدون فيه.
القمي: يعني في الدنيا (2)، وقرئ مكاناتهم.
* (فما استطاعوا مضيا) *: ذهابا.
* (ولا يرجعون) *: ولا رجوعا، أو لا يرجعون عن تكذيبهم.
* (ومن نعمره) *: نطل عمره (3).
* (ننكسه في الخلق) *: نقلبه فيه، فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاص بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدو أمره، وقرئ بالتخفيف.
* (أفلا يعقلون) *: إن من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ، فإنه مشتمل عليهما

١ - المسح - بالمهملتين -: المحو. منه (قدس سره).
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢١٧، س: ١.
٣ - القمي: قوله: " ومن نعمره ننكسه في الخلق " رد على الزنادقة الذين يبطلون التوحيد، ويقولون: إن الرجل إذا نكح المرأة وصارت النطفة في رحمها تلقته أشكال من الغذاء، ودار عليه الفلك، ومر عليه الليل والنهار فيولد الإنسان بالطبايع، فقال الله تعالى: لو كان هذا كما يقولون ينبغي أن يزيد الإنسان أبدا ما دامت الأشكال قائمة، والليل والنهار قائمين والفلك يدور، فكيف صار يرجع إلى النقصان كلما ازداد في الكبر؟ منه (قدس سره). انظر تفسير القمي: ج ٢، ص 217، س 2.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»