وامتازوا اليوم أيها المجرمون 59 ألم أعهد إليكم يبنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين 60 * (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) *: وانفردوا عن المؤمنين، وذلك حين يسار بالمؤمنين إلى الجنة كقوله تعالى: " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " (1).
القمي: قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق فينادوا يا رب حاسبنا ولو إلى النار، قال: فيبعث الله عز وجل رياحا فتضرب بينهم وينادي مناد: " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " فيميز بينهم فصار المجرمون في النار، ومن كان في قلبه الإيمان صار في الجنة (2).
* (ألم أعهد إليكم يبنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان) *: جعلها عبادة الشيطان لأنه الآمر بها المزين لها (3)، وقد ثبت أن كل من أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده كما قال الله عز وجل: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " (4) حيث أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فأطاعوهم، ومن عبد غير الخالق فقد عبد هواه كما قال الله تعالى: " أفرأيت من اتخذ إلهه هويه " (5) ومن عبد هواه فقد عبد الشيطان.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) من أطاع رجلا في معصية فقد عبده (6).
وعن الباقر (عليه السلام) من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يروي عن الله فقد عبد الله عز وجل، وإن كان الناطق يروي عن الشيطان فقد عبد الشيطان (7).