التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٢
وامتازوا اليوم أيها المجرمون 59 ألم أعهد إليكم يبنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين 60 * (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) *: وانفردوا عن المؤمنين، وذلك حين يسار بالمؤمنين إلى الجنة كقوله تعالى: " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " (1).
القمي: قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق فينادوا يا رب حاسبنا ولو إلى النار، قال: فيبعث الله عز وجل رياحا فتضرب بينهم وينادي مناد: " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " فيميز بينهم فصار المجرمون في النار، ومن كان في قلبه الإيمان صار في الجنة (2).
* (ألم أعهد إليكم يبنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان) *: جعلها عبادة الشيطان لأنه الآمر بها المزين لها (3)، وقد ثبت أن كل من أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده كما قال الله عز وجل: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " (4) حيث أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فأطاعوهم، ومن عبد غير الخالق فقد عبد هواه كما قال الله تعالى: " أفرأيت من اتخذ إلهه هويه " (5) ومن عبد هواه فقد عبد الشيطان.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) من أطاع رجلا في معصية فقد عبده (6).
وعن الباقر (عليه السلام) من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يروي عن الله فقد عبد الله عز وجل، وإن كان الناطق يروي عن الشيطان فقد عبد الشيطان (7).

١ - الروم: ١٤.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢١٦. وفيه: " فصار المجرمون إلى النار ومن كان في قلبه إيمان صار إلى الجنة ".
٣ - العبارة غير واضحة ولا نعرف لها مفهوما صحيحا، وقد اقتبسها من أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٨٤، س ٩.
٤ - التوبة: ٣١.
٥ - الجاثية: ٢٣.
٦ - الكافي: ج ٢، ص ٣٩٨، ح ٨، باب الشرك.
٧ - الكافي: ج ٦، ص ٤٣٤، ح ٢٤، باب الغناء. وفيه: " يؤدي " بدل " يروي " في الموردين. وجاء مثله في الإعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق: ص ٨٤، باب ٣٩ - الاعتقاد في التقية.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»