التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٦
لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين 70 أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعما فهم لها ملكون 71 موزونة لم يثبت، فإن صح فلعله إنما فعل ذلك لئلا يتوهموا أنه شاعر، وأن كلامه كلام شعري، فإن الوزن والقافية ليسا بنقص في الكلام، ولو كان نقصا ما أتى بهما أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد استفاض عنه الأبيات، وكذا عن ساير الأئمة، وإنما النقص في الكلام الشعري.
قال في المجمع: وقد صح أنه (صلى الله عليه وآله) كان يسمع الشعر ويحث عليه، وقال لحسان بن ثابت:
لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك (1).
* (إن هو إلا ذكر) *: عظة.
* (وقرآن مبين) *: كتاب سماوي يتلى في المعابد.
* (لينذر) *: وقرئ بالتاء.
* (من كان حيا) *: في المجمع: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أي عاقلا (2).
والقمي: يعني مؤمنا حي القلب (3) وفي معناه خبر آخر مر في سورة الأنعام عند قوله:
" أومن كان ميتا فأحييناه " (4) والمعنيان متقاربان.
* (ويحق القول) *: وتجب كلمة العذاب.
* (على الكافرين) *: المصرين على الكفر.
* (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) *: قيل: يعني مما تولينا إحداثه ولم يقدر على إحداثه غيرنا، وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها إستعارة تفيد مبالغة في الإختصاص والتفرد بالإحداث (5).

١ و ٢ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤٣٢.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 217، س 14.
4 - ذيل الآية: 122، انظر ج 3، ص 93 - 94 من كتابنا تفسير الصافي.
5 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 285، س 20.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»