التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٣
وأن اعبدوني هذا صرط مستقيم 61 ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون 62 هذه جهنم التي كنتم توعدون 63 اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون 64 اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون 65 * (إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صرط مستقيم) *: إشارة إلى ما عهد إليهم أو إلى عبادة الله.
* (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) *: أي خلقا كثيرا، وفيه لغات متعددة، وقرئ بها.
* (أفلم تكونوا تعقلون * هذه جهنم التي كنتم توعدون * اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون) *: ذوقوا حرها اليوم بكفركم في الدنيا.
* (اليوم نختم على أفواههم) *: نمنعهم عن الكلام.
* (وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) *: القمي: قال: إذا جمع الله عز وجل الخلق يوم القيامة دفع إلى كل إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا، فتشهد عليهم الملائكة فيقولون: يا رب ملائكتك يشهدون لك، ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك شيئا، وهو قول الله عز وجل " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " (1) فإذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم، وتنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون (2).
وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام) وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عز وجل: " فأما من أوتى كتبه بيمينه " (3) " فأولئك يقرءون كتبهم ولا يظلمون فتيلا " (4) (5).

١ - المجادلة: ١٨.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢١٦، س ١٧.
٣ - الانشقاق: ٧.
٤ - الإسراء: ٧١.
٥ - الكافي: ج ٢، ص 32، ح 1، باب آخر منه. وفيه: أن الإسلام قبل الإيمان.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»