التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٥
وما علمنه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين 69 وزيادة، غير أنه على تدرج، وقرئ بالتاء.
* (وما علمنه الشعر) *: بتعليم القرآن، يعني ليس ما أنزلناه عليه من صناعة الشعر في شئ أي مما يتوخاه الشعراء من التخيلات المرغبة والمنفرة ونحوها مما لا حقيقة له، ولا أصل، وإنما هو تمويه محض موزونا كان أو غير موزون.
* (وما ينبغي له) *: يعني هذه الصناعة.
القمي: قال كانت قريش تقول: إن هذا الذي يقوله محمد (صلى الله عليه وآله) شعر، فرد الله عز وجل عليهم قال (1): ولم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) شعرا قط (2).
أقول: كأن المراد: أنه لم يقل كلاما شعريا، لا أنه لم يقل كلاما موزونا، فإن الشعر يطلق على المعنيين جميعا، ولهذا عدوا القرآن شعرا مع أنه ليس بمقفى ولا موزون، وقد ورد في الحديث أن من الشعر لحكمة (3) يعني من الكلام الموزون، وقد نقل عنه (صلى الله عليه وآله) كلمات موزونة كقوله:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب (4) وقوله:
هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت (5) وغير ذلك، وما روته العامة: أنه (صلى الله عليه وآله) كان يتمثل بالأبيات على غير وجهها لتصير غير

١ - أي قال الله: " وما علمنه الشعر وما ينبغي له ".
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢١٧، س ١١.
٣ - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المعروف " بتفسير النيسابوري " بهامش تفسير الطبري المجلد العاشر: ج 23 ص 33.
4 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 285، س 11.
5 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 285، س 11.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»