التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٥٨
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 48 ما ينظرون إلا صيحة وحدة تأخذهم وهم يخصمون 49 فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون 50 * (قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) *: إما تهكم به من إقرارهم بالله وتعليقهم الأمور بمشيئة الله، وإما إيهام بأن الله لما كان قادرا أن يطعمهم فلم يطعمهم فنحن أحق بذلك وهذا من فرط جهالتهم فإن الله يطعم بأسباب منها حث الأغنياء على إطعام الفقراء وتوفيقهم له.
* (إن أنتم إلا في ضلل مبين * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) *: يعنون وعد البعث.
* (ما ينظرون إلا صيحة وحدة) *: هي النفخة الأولى.
* (تأخذهم وهم يخصمون) *: أصله يختصمون، يعني يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم لا يخطر ببالهم أمرها كقوله: " فأخذتهم " الساعة بغتة.
* (فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون) *: القمي: قال: ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد إلى منزله، ولا يوصى بوصية (1).
وفي المجمع: في الحديث تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان فما يطويانه حتى تقوم الساعة، والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم الساعة، والرجل يليط (2) حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم (3).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢١٥، س ٢١.
٢ - لطت الحوض بالطين لوطا: أي ملطته وطينته. مجمع البحرين: ج ٤، ص 272 - 273، مادة " لوط ".
3 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 427، س 24.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»