التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٩٧
وفي بشارة المصطفى عنه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس مجتمعون فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين انك بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك يعذب بالنار فقال له مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله تعالى فيهم لأبي يعذب بالنار وابنه قسيم النار ثم قال والذي بعث محمدا بالحق ان نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلق الا خمسة أنوار نور محمد ونوري ونور فاطمة ونوري الحسن والحسين ومن ولده من الأئمة عليهم السلام لأن نوره من نورنا الذي خلقه الله عز وجل من قبل خلق آدم بألفي عام وفي المجمع قد ذكرنا في سورة الأنعام ان أهل البيت عليهم السلام قد اجمعوا على أن أبا طالب مات مسلما وتظاهرت الروايات بذلك عنهم عليهم السلام وأوردنا هناك طرفا من اشعاره الدالة على تصديقه للنبي صلى الله عليه وآله وتوحيده فان استيفاء جميعه لا يسع له الطوامير وما روي من ذلك في كتب المغازي وغيرها أكثر من أن يحصى يكاشف فيها من كاشف النبي صلى الله عليه وآله ويناضل عنه ويصحح نبوته وقال بعض الثقات قصايده في هذا المعنى التي تنفث في عقد السحر وتغبر في وجه الدهر تبلغ قدر مجلد وأكثر من هذا ولا شك في أنه لم يختبر تمام مجاهرة الأعداء استصلاحا لهم وحسن تدبير في دفع كيادهم لئلا يجلؤ الرسول إلى ما ألجؤه إليه بعد موته (57) وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا نخرج منها القمي قال نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الإسلام والهجرة ورواه ابن طاوس عن أمير المؤمنين عليه السلام وفي روضة الواعظين عن السجاد عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤوس الجبال ولجج البحار ولادعون إليه فارس والروم فجبرت قريش واستكبرت وقالت لأبي طالب اما تسمع إلى ابن أخيك ما يقول والله لو سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست