التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٩٨
ارضنا ولقلعت الكعبة حجرا حجرا فأنزل الله تعالى هذه الآية أولم نمكن لهم حرما آمنا أولم نجعل مكانهم حرما ذا أمن بحرمة البيت يجبى إليه يحمل إليه ويجمع فيه وقرء بالتاء ثمرات كل شئ من كل اوب رزقا من لدنا فإذا كان هذا حالهم وهم عبدة الأصنام فكيف نعرضهم للتخوف وللتخطف إذا كانوا موحدين ولكن أكثرهم لا يعلمون جهلة لا يتفطنون له (58) وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها وكم من أهل قرية كانت حالهم كحالكم في الامن وخفض العيش حتى اشروا فدمر الله به عليهم وخرب ديارهم فتلك مساكنهم خاوية لم تسكن من بعدهم الا قليلا من شوم معاصيهم وكنا نحن الوارثين (59) وما كان ربك وما كانت عادته مهلك القرى حتى يبعث في أمها في أصلها لأن أهله تكون أفطن وأنبل رسولا يتلو عليهم آياتنا لالزام الحجة وقطع المعذرة وما كنا مهلكي القرى الا وأهلها ظالمون بتكذيب الرسل والعتو في الكفر (60) وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها تتمتعون وتتزينون به مدة حياتكم المنقضية وما عند الله وهو ثوابه خير من ذلك لأنه لذة خالصة وبهجة كاملة وأبقى لأنه ابدي أفلا تعقلون فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وقرء بالتاء (61) أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا وزينتها الذي هو مشوب بالآلام مكدر بالمتاعب مستعقب للتحسر على الانقطاع ثم هو يوم القيمة من المحضرين للحساب أو العذاب وهذه الآية كالنتيجة للتي قبلها (62) ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون تزعمونهم شركائي (63) قال الذين حق عليهم القول اي قوله لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وغيره من آيات الوعيد ربنا هؤلاء الذين أغوينا اي هؤلاء هم الذين أغويناهم أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك منهم ومما اختاروهم من الكفر ما كانوا إيانا يعبدون وإنما يعبدون أهواءهم
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست