والقمي قالت إن كان هذا نبيا من عند الله كما يدعي فلا طاقة لنا به فان الله عز وجل لا يغلب ولكن سأبعث إليهم بهدية فإن كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها وعلمت انه لا يقدر علينا فبعثت حقة فيها جوهرة عظيمة وقالت للرسول قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمان بعض جنوده من الديدان فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها واخذ الخيط من الجانب الآخر (6 3) فلما جاء سليمان اي الرسول وما أهدت إليه قال أتمدونن بمال وقرء بنون واحدة مشددة على الإدغام فما اتاني الله من النبوة والملك الذي لا مزيد عليه خير مما اتيكم فلا حاجة لي إلى هديتكم ولا وقع لها عندي بل أنتم بهديتكم تفرحون لأنكم لا تعلمون الا ظاهرا من الحياة الدنيا (37) ارجع أيها الرسول إليهم إلى بلقيس وقومها فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة بهم على مقاتلتها ولنخرجنهم منها من سبا أذلة بذهاب ما كانوا فيه من العز وهم صاغرون اسراء مهانون القمي فرجع إليها الرسول فأخبرها بذلك وبقوة سليمان فعلمت انه لا محيص لها فخرجت وارتحلت نحو سليمان (38) قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين القمي لما علم سليمان باقبالها نحوه قال ذلك قيل أراد بذلك ان يريها بعض ما خصه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظيم القدرة وصدقه في دعوى النبوة ويختبر عقلها بأن ينكر عرشها فنظر أتعرفه أم تنكره (39) قال عفريت خبيث مارد من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك مجلسك للحكومة قيل وكان يجلس إلى نصف النهار وانى عليه على حمله لقوى امين لا اختزل منه شيئا ولا أبدله (40) قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك القمي قال سليمان يعني بعد مقالة العفريت أريد اسرع من ذلك فقال آصف بن برخيا
(٦٦)