التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٥٦
خيالات لا حقيقة لها القمي يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفي كل مذهب يذهبون يعني بهم المغيرين دين الله (6 22) وانهم يقولون ما لا يفعلون قال يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون قال وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم (227) الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قيل هو استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله ويكون أكثر اشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته ولو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم من الكفار ومكافأة هجاة المسلمين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زبير والقمي ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين فقال الا الذين آمنوا الآية أقول: يمكن التوفيق بين التفسيرين بإرادة كلا المعنيين فان حجج المبطلين من أهل الجدل أيضا أكثرها خيالات شعرية لا حقيقة لها وتمويهات لا طائل تحتها كأقاويل الشعراء وكلا الفريقين سيان في أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا ان ذكر اتباع الغاوين إنما هو بالنظر إلى من له رياسة في الاضلال من أهل المذاهب الباطلة وانكار أحد المعنيين في الحديث يرجع إلى انكار الحصر فيه ثم ليس المراد بالشعر المذموم الكلام المنظوم باعتبار نظمه كيف وان من الشعر لحكمة يعني من المنظوم وان منه لموعظة وان منه لثناء على الله وعلى أوليائه بل باعتبار التشبيب بالحرام وتمزيق الاعراض ومدح من لا يستحق ونحو ذلك وفي العيون عن الصادق عليه السلام قال من قال فينا بيت شعر بني الله بيتا في الجنة وقال ما قال فينا قائل شعرا حتى يؤيد بروح القدس
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست