وعن الباقر (عليه السلام) الإفك الكذب وقوم آخرون يعنون أبا فكيهة وحبرا وعداسا وعابسا مولى حويطب فقد جاؤوا ظلما وزورا (5) وقالوا أساطير الأولين ما سطره المتقدمون اكتتبها كتبها بنفسه أو استكتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا القمي قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة (6) قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض لأنه أعجزكم عن آخركم بفصاحته وتضمن أخبارا عن مغيبات مستقبلة وأشياء مكنونة لا يعلمها إلا عالم الأسرار فكيف تجعلونه أساطير الأولين إنه كان غفورا رحيما فلذلك لا يعجل في عقوبتكم على ما تقولون مع كمال قدرته واستحقاقكم إن يصب عليكم العذاب صبا (7) وقالوا مال هذا الرسول ما لهذا الذي يزعم الرسالة وفيه استهانة وتهكم يأكل الطعام كما نأكل ويمشي في الأسواق لطلب المعاش كما نمشي والمعنى إن صح دعواه فما باله لم يخالف حاله حالنا وذلك لعمههم وقصور نظرهم على المحسوسات فإن تميز الرسل ممن عداهم ليس بأمور جسمانية وإنما هو بأحوال نفسانية كما أشار إليه بقوله قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى إنما إلهكم إله وحد لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ليعلم صدقه بتصديق الملك (8) أو يلقى إليه كنز فيستظهر به ويستغني عن تحصيل المعاش أو تكون له جنة يأكل منها على سبيل التنزل أي إن لم يلق إليه كنز فلا أقل أن يكون له بستان كما للدهاقين والمياسير فيتعيش بريعه وقرئ نأكل بالنون وقال الظالمون إن تتبعون ما تتبعون إلا رجلا مسحورا سحر فغلب على عقله قيل وضع الظالمون موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوا والقمي عن الباقر عليه السلام نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا وقال الظالمون لآل محمد عليهم السلام حقهم إن يتبعون إلا رجلا مسحورا
(٥)