(28) قرآنا عربيا غير ذي عوج لا اختلال فيه بوجه ما لعلهم يتقون (29) ضرب الله مثلا للمشرك والموحد رجلا فيه شركاء متشاكسون متنازعون مختلفون ورجلا سلما لرجل خالصا لواحد ليس لغيره عليه سبيل وقرئ سالما قيل مثل للمشرك على ما يقتضيه مذهبه من أن يدعي كل واحد من معبوديه عبوديته ويتنازعون فيه بعبد متشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في مهامهم المختلفة في تحيره وتوزع قلبه والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل والقمي مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين عليه السلام ولشركائه الذين ظلموه وغصبوه قوله متشاكسون أي متباغضون وقوله ورجلا سلما لرجل أمير المؤمنين سلم لرسول الله صلوات الله عليهما وفي المعاني عن أمير المؤمنين عليه السلام قال ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء إحذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عز وجل ورجلا سلما لرجل في المجمع عنه عليه السلام أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله والعياشي عن الباقر عليه السلام الرجل السلم لرجل حقا علي وشيعته وفي الكافي عنه عليه السلام أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرء بعضهم من بعض وأما رجل سلم لرجل فلان الأول حقا وشيعته أقول: أراد عليه السلام بفلان الأول في أول ما قال أبا بكر فإنه كان أول الخلفاء باطلا وفيما قاله ثانيا أمير المؤمنين عليه السلام فإنه كان أول الخلفاء حقا وإنما قيد الثاني بقوله حقا ولم يقيد الأول بقوله باطلا لاحتياج الثاني إلى تلك القرينة في فهم المراد منه بخلاف الأول كما لا يخفى فالوجه في تخالف أصحاب أبي بكر أن أبا بكر لم يكن سلما لله ولرسوله لا في أمر الأمارة ولا فيما يتبنى عليها من الأحكام
(٣٢١)