التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٢٤
وبقيت روحه في بدنه وصار بينهما سبب كشعاع الشمس فان أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس وإن أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح وهو قوله سبحانه الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية فما رأت في ملكوت السماوات فهو مما له تأويل وما رأت فيما بين السماء والأرض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له وقد مضى الوجه في التوفيق بين نسبة التوفي تارة إلى الله وأخرى إلى ملك الموت وأخرى إلى ملائكة اخر في سورة النساء إن في ذلك لايات على كمال قدرته وحكمته وشمول رحمته لقوم يتفكرون (43) أم اتخذوا بل اتخذ قريش من دون الله شفعاء تشفع لهم عند الله قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون أيشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم (44) قل لله الشفاعة جميعا لا يشفع أحد إلا بإذنه له ملك السماوات والأرض لا يملك أحد أن يتكلم في أمره دون إذنه ورضاه ثم إليه ترجعون في القيامة (45) وإذا ذكر الله وحده دون آلهتهم اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة انقبضت ونفرت وإذا ذكر الذين من دونه قيل يعني الأوثان إذا هم يستبشرون لفرط افتتانهم بها ونسيانهم حق الله سبحانه القمي نزلت في فلان وفلان وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عنها فقال إذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد صلوات الله عليهم اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون (46) قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون فأنت وحدك تقدر أن تحكم بيني وبينهم فإني تحيرت في كفرهم وعجزت في عنادهم وشدة شكيمتهم (47) ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست