التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣١٤
شمس أو قمر أو غير ذلك ثم يسأل كل إنسان عما كان يعبد فيقول من عبد غيره ربنا إنا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفى قال فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت فإن أولئك عنها مبعدون إن الله لا يهدى لا يوفق للاهتداء إلى الحق من هو كاذب كفار فإنهما فاقدا البصيرة (4) لو أراد الله أن يتخذ ولدا كما زعموا ونسبوا إليه الملائكة والمسيح وعزير لاصطفى لاختار مما يخلق ما يشاء قيل أي ما كان يتخذ الولد باختيارهم حتى يضيفوا إليه من شاؤوا بل كان يختص من خلقه من يشاء لذلك نظيره لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا سبحانه عن الشريك والصاحبة والولد هو الله الواحد القهار ليس له في الأشياء شبيه ولا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذا في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في معنى وأحديته تعالى (5) خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يغشي كل واحد منهما الاخر كأنه يلف عليه لف اللباس باللابس أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة أو يجعله كارا عليه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغالب على كل شئ الغفار حيث لم يعاجل بالعقوبة (6) خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها قد سبق تفسيره في سورة النساء وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج أهلي ووحشي من البقر والضأن والمعز وبخاتي وعراب من الإبل كما مر بيانه في سورة الأنعام في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال إنزاله ذلك خلقه إياه يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق حيوانا سويا من بعد عظام مكسوة لحما من بعد عظام عارية من بعد مضغة من بعد علقة من بعد نطفة في نهج البلاغة أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف الأستار نطفة دهاقا وعلقة محاقا وجنينا وراضعا ووليدا ويافعا في ظلمات ثلث
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست