حتى فاتته الصلاة فقال وردها علي يعني الأفراس وكانت أربعة عشر فأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف قتلها فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوما لأنه ظلم الخيل بقتلها فقال علي عليه السلام كذب كعب لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدو حتى توارت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس ردوها علي فردت فصلى العصر في وقتها وأن أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنهم معصومون مطهرون والقمي ذكر قريبا مما قاله كعب ثم روى قصة خاتمه عن الصادق عليه السلام وأنه ضل عنه أربعين يوما ما بسبب قتله الخيل سرقه شيطان وجلس مكانه في تلك المدة إلى آخر ما ذكره مما لا يليق بالأنبياء إلا إذا كان مرموزا وأريد به شئ آخر كما سبق مثله في قصة هاروت وماروت (34) ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله أن سليمان قال يوما في مجلسه لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد قال ثم قال فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وآله بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا والجسد الذي كان على كرسيه كان هذا وعن الصادق عليه السلام أن الجن والشياطين لما ولد لسليمان (عليه السلام) ابن قال بعضهم لبعض إن عاش له ولد لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء فأشفق منهم عليه فاسترضعه في المزن وهو السحاب فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا تنبيها على أن الحذر لا ينفع من القدر وإنما عوتب على خوفه من الشياطين وقيل الجسد ذاك الشيطان الذي كان قد جلس مكانه على كرسيه سمي بالجسد الذي لا روح فيه لأنه كان متمثلا بما لم يكن كذلك وهذا قول العامة الراوين لتلك القصة التي فيها ذكر الخاتم إلا أنهم ذكروا في سبب ابتلائه بسلب ملكه أنه كانت امرأته تعبد في بيته صورة أربعين يوما وهو لم يشعر بذلك (35) قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب
(٢٩٩)