والقمي قال هو قسم وجوابه بل الذين كفروا وهو يرجع إلى ما قلناه (3) كم أهلكنا قبلهم من قرن وعيد لهم على كفرهم به استكبارا وشقاقا فنادوا استغاثة ولات حين مناص أي ليس الحين حين منجى ومفر زيدت التاء على لا للتأكيد (4) وعجبوا أن جائهم منذر منهم بشر مثلهم وقال الكافرون وضع فيه الظاهر موضع الضمير غضبا عليهم وذما لهم وإشعارا بأن كفرهم جسرهم على هذا القول هذا ساحر فيما يظهره معجزة كذاب فيما يقول على الله (5) أجعل الآلهة إلها وحدا إن هذا لشئ عجاب بليغ في العجب فإنه خلاف ما أطبق عليه آباؤنا (6) وانطلق الملأ منهم أن امشوا قائلين بعضهم لبعض امشوا واصبروا واثبتوا على آلهتكم على عبادتها فلا ينفعكم مكالمته إن هذا لشئ يراد قيل أي إن هذا لشئ من ريب الزمان يراد بنا فلا مرد له وقيل إن هذا الذي يدعيه من الرياسة والترفع على العرب لشئ يريده كل أحد (7) ما سمعنا بهذا بالذي يقوله في الملة الآخرة في الملة التي أدركنا عليها آبائنا إن هذا إلا اختلاق كذب اختلقه القمي قال نزلت بمكة لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله الدعوة بمكة اجتمعت قريش إلى أبي طالب عليه السلام وقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا وسب آلهتنا وأفسد شباننا وفرق جماعتنا فإن كان الذي يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش ونملكه علينا فأخبر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب ويدين لهم بها العجم ويكونون ملوكا في الجنة فقال لهم أبو طالب ذلك فقالوا نعم وعشر كلمات فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا ندع ثلاثمائة وستين إلها ونعبد إلها واحدا فأنزل الله سبحانه بل عجبوا أن جائهم منذر منهم إلى قوله إلا اختلق أي تخليط أأنزل عليه الذكر إلى قوله من الأحزاب
(٢٩١)