التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٨٥
ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مأة ألف ينزل عليهم العذاب إن أهل نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل فقال لراع لقيه إئت أهل نينوى فقل لهم إن هذا يونس قد جاء قال الراعي أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب قال له يونس اللهم إن هذه الشاة تشهد لك إني يونس ونطقت الشاة له بأنه يونس فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه فقال إن لي بينة بما أقول قالوا فمن يشهد لك قال هذه الشاة تشهد فشهدت بأنه صادق وأن يونس قد رده الله إليكم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤوا به وآمنوا وحسن إيمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب (149) فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون القمي قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله فرد الله عليهم (150) أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون إذ لا يمكن معرفة مثل ذلك إلا بالمشاهدة (151) ألا إنهم من إفكهم ليقولون (152) ولد الله وإنهم لكاذبون فيما يتدينون به (153) أصطفى البنات على البنين استفهام إنكار واستبعاد وقرئ بكسر الهمزة بحذف الهمزة لدلالة أم بعدها عليها أو بإضمار القول أي لكاذبون في قولهم اصطفى (154) ما لكم كيف تحكمون بما لا يرتضيه عقل (155) أفلا تذكرون أنه منزه عن ذلك (156) أم لكم سلطان مبين حجة واضحة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بناته (157) فأتوا بكتابكم الذي انزل عليكم إن كنتم صادقين في دعواكم (158) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا القمي يعني إنهم قالوا الجن بنات الله وقيل يعني الملائكة سموا بها لاستتارهم
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست