التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
قال في المجمع وقد صح أنه صلى الله عليه وآله كان يسمع الشعر ويحث عليه وقال لحسان بن ثابت لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك إن هو إلا ذكر عظة وقرآن مبين كتاب سماوي يتلى في المعابد (70) لينذر وقرئ بالتاء من كان حيا في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام أي عاقلا والقمي يعني مؤمنا حي القلب وفي معناه خبر آخر مر في سورة الأنعام عند قوله أو من كان ميتا فأحييناه والمعنيان متقاربان ويحق القول وتجب كلمة العذاب على الكافرين المصرين على الكفر (71) أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا قيل يعني مما تولينا إحداثه ولم يقدر على إحداثه غيرنا وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص والتفرد بالأحداث والقمي أي بقوتنا خلقناها أنعاما خصها بالذكر لما فيها من بدايع الفطرة وكثرة المنافع فهم لها مالكون يتصرفون فيها بتسخيرنا إياها لهم (72) وذللناها لهم فصيرناها منقادة لهم فإن الإبل مع قوتها وعظمتها يسوقها الطفل فمنها ركوبهم مركوبهم ومنها يأكلون أي يأكلون لحمه (73) ولهم فيها منافع بما يكسبون بها ومن الجلود والأصواف والأوبار ومشارب من ألبانها أفلا يشكرون نعم الله في ذلك (74) واتخذوا من دون الله آلهة أشركوها به في العبادة لعلهم ينصرون رجاء أن ينصروهم (75) لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون القمي عن الباقر عليه السلام يقول لا يستطيع الآلهة لهم نصرا وهم للآلهة جند محضرون قيل أي معدون لحفظهم والذب عنهم أو محضرون أثرهم في النار (76) فلا يحزنك قولهم في الله بالشرك والإلحاد أو فيك بالتكذيب والتهجين إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون فنجازيهم عليه وكفى بذلك تسلية لك
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست