التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٤٣
وفي الاكمال عن الرضا عليه السلام في حديث بنا يمسك الله السماوات والأرض ان تزولا وعنهم عليهم السلام لولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها (42) وأقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جائهم نذير ليكونن أهدي من احدى الأمم قيل وذلك أن قريشا لما بلغهم ان أهل الكتاب كذبوا رسولهم قالوا لعن الله اليهود والنصاري لو اتانا رسول لنكونن أهدي من احدى الأمم ويأتي في هذا المعنى حديث في سورة ص إن شاء الله فلما جائهم نذير يعني محمد صلى الله عليه وآله ما زادهم اي النذير أو مجئيه الا نفورا تباعدا عن الحق.
(43) استكبارا في الأرض ومكر السئ ولا يحيق ولا يحيط المكر السئ الا باهله وهو الماكر قيل وقد حاق بهم يوم بدر فهل ينظرون ينتظرون الا سنة الأولين سنة الله فيهم بتعذيب مكذبيهم فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا إذ لا يبدلها بجعل التعذيب غيره ولا يحولها بنقله إلى غيرهم.
(44) أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم قيل استشهاد عليهم بما يشاهدونه في مسايرهم إلى الشام واليمن والعراق من آثار الماضين والقمي قال أولهم ينظروا في القرآن وفي أخبار الأمم الهالكة وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ ليسبقه ويفوته في السماوات ولا في الرض انه كان عليما بالأشياء كلها قديرا عليها.
(45) ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا من المعاصي ما ترك على ظهرها ظهر الأرض من دابة تدب عليها بشؤم معاصيهم ولكن يؤخرهم إلى اجل مسمى فإذا جاء أجلهم فان الله كان بعبادة بصيرا فيجازيهم على اعمالهم قد سبق ثواب قراءتها في آخر سؤرة سبأ.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست