التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٤٣
(57) وتالله لأكيدن أصنامكم لأجتهدن في كسرها ولفظ الكيد وما في التاء من التعجب لصعوبة الأمر وتوقفه على نوع من الحيل بعد أن تولوا مدبرين إلى عيدكم ولعله قال ذلك سرا.
(58) فجعلهم جذاذا قطاعا فعال بمعنى مفعول كالحطام من الجذ وهو القطع وقرء بالكسر إلا كبيرا لهم للأصنام لعلهم إليه يرجعون.
(59) قالوا حين رجعوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين.
(60) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يعيبهم يقال له إبراهيم.
(61) قالوا فأتوا به على أعين الناس بمرأى منهم لعلهم يشهدون بفعله أو قوله.
(62) قالوا حين أحضروه أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم.
(63) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون في العيون عن الصادق عليه السلام إنما قال إبراهيم إن كانوا ينطقون فكبيرهم فعل وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيم.
وفي الكافي عنه عليه السلام إنما قال بل فعله كبيرهم إرادة الإصلاح ودلالة على أنهم لا يفعلون ثم قال والله ما فعلوه وما كذب.
(64) فرجعوا إلى أنفسهم وراجعوا عقولهم فقالوا فقال بعضهم لبعض إنكم أنتم الظالمون بعبادة ما لا ينطق ولا يضر ولا ينفع لا من ظلمتموه.
(65) ثم نكسوا على رؤسهم قيل يعني انقلبوا إلى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشئ مستعليا إلى أعلاه لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فكيف تأمر بسؤالهم وهو على إرادة القول.
(66) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم إنكار لعبادتهم لها بعد اعترافهم بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر فإنه ينافي الألوهية.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست