التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
وفي الكافي عن الصادق الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء وكانوا لنا خاشعين مخبتين أو دائمي الوجل والمعنى أنهم نالوا من الله ما نالوا بهذه الخصال.
(91) والتي أحصنت فرجها القمي قال مريم لم ينظر إليها شئ فنفخنا فيها من روحنا قد سبق تحقيق معنى الروح في سورة الحجر وجعلناها وابنها آية للعالمين فإن من تأمل حالهما تحقق كمال قدرة الصانع تعالى.
(92) إن هذه أمتكم ملتكم وهي ملة الإسلام والتوحيد أمة وحدة غير مختلفة فيما بين الأنبياء وأنا ربكم لا إله لكم غيري فاعبدون لا غيري.
(93) وتقطعوا أمرهم بينهم تفرقوا في الدين وجعلوا أمره قطعا موزعة كل من الفرق المتجزية إلينا راجعون فنجازيهم.
(94) فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن بالله ورسله فلا كفران لسعيه فلا تضييع لسعيه استعير لمنع الثواب كما استعير الشكر لإعطائه وإنا له لسعيه كاتبون مثبتون في صحيفة عمله.
(95) وحرام على قرية ممتنع على أهلها غير متصور منهم وقرئ حرم بكسر الحاء وسكون الراء أهلكناها أنهم لا يرجعون قيل أي حرام رجوعهم إلى الدنيا أو إلى التوبة ولا مزيدة وقيل أي حرام عدم رجوعهم للجزاء وهو مبتدأ وحرام خبره.
في الفقيه في خطبة الجمعة لأمير المؤمنين عليه السلام ألم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون وإلى الخلف الباقين منكم لا يبقون قال الله تعالى وحرم على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون وهذا ناظر إلى المعنى الأول ويؤيده القراءة بالكسر في الشواذ كما أنها تؤيد المعنى الثاني أيضا والقراءة بالفتح المشهورة تؤيد المعنى الثالث.
والقمي عنهما عليهما السلام قالا كل قرية أهلك الله عز وجل أهلها بالعذاب لا
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست