التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٤٥
الولد عني فقال أيها الملك هذا عمل أمه وذكر إنها تقوم بحجبه فدعا نمرود أم إبراهيم عليه السلام فقال لها ما حملك على أن كتمتني أمر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل فقالت أيها الملك نظرا مني لرعيتك قال وكيف ذلك قالت رأيتك تقتل أولاد رعيتك فكان يذهب النسل فقلت إن كان هذا الذي يطلبه دفعته إليه ليقتله ويكف عن قتل أولاد الناس وإن لم يكن ذلك فبقي لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس وصوب رأيها ثم قال لإبراهيم عليه السلام من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال إبراهيم فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون.
فقال الصادق عليه السلام والله ما فعل كبيرهم وما كذب إبراهيم فقيل فكيف ذلك فقال إنما قال فعله كبيرهم هذا إن نطق وإن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئا فاستشار نمرود قومه في إبراهيم عليه السلام فقالوا له احرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين.
فقال الصادق عليه السلام كان فرعون إبراهيم عليه السلام وأصحابه لغير رشدة فإنهم قالوا لنمرود حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين وكان فرعون موسى وأصحابه لرشدة فإنه لما استشار أصحابه في موسى قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم فحبس إبراهيم عليه السلام وجمع له الحطب حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم عليه السلام في النار برز نمرود وجنوده وقد كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم عليه السلام كيف تأخذه النار فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار وكان الطائر إذا مر في الهواء يحترق فوضع إبراهيم عليه السلام في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة وقال له ارجع عما أنت عليه وأنزل الرب ملائكة إلى السماء الدنيا ولم يبق شئ إلا طلب إلى ربه وقالت الأرض يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق وقالت الملائكة يا رب خليلك إبراهيم عليه السلام يحرق فقال الله عز وجل أما إنه إن دعاني كفيته وقال جبرئيل عليه السلام يا رب خليلك إبراهيم عليه السلام ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار قال اسكت إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت هو عبدي آخذه إذا شئت فإن دعاني أجبته فدعا إبراهيم عليه السلام ربه بسورة الإخلاص يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك قال فالتقى معه
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست