التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٣٨
فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار وتشققت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
والقمي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن ذلك فقال هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات فلما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته فقال الله تبارك وتعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبرا على لون الماء العذب وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت ولم تمطر السماء عليها ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله أو لم ير الذين كفروا الآية وجعلنا من الماء كل شئ حي وخلقنا من الماء كل حيوان كقوله والله خلق كل دابة من ماء لأنه أعظم مواده ولفرط احتياجه إليه وانتفاعه به بعينه أو صيرنا كل شئ حي بسبب من الماء لا يحيى دونه القمي قال نسب كل شئ إلى الماء ولم يجعل للماء نسبا إلى غيره.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام مثله.
وعن الصادق عليه السلام إنه سئل عن طعم الماء فقال طعم الماء طعم الحياة.
وفي المجمع والعياشي وقرب الأسناد مثله وزاد قال الله تعالى وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون مع ظهور الآيات.
(31) وجعلنا في الأرض رواسي ثابتات أن تميد بهم كراهة أن تميل بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا مسالك واسعة لعلهم يهتدون إلى مصالحهم.
(32) وجعلنا السماء سقفا محفوظا عن الوقوع والزوال والانحلال إلى الوقت
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست