التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٤٤
(67) أف لكم ولما تعبدون من دون الله تضجر منه على إصرارهم بالباطل البين واف صوت المتضجر ومعناه قيحا ونتنا أفلا تعقلون قبح صنيعكم.
(68) قالوا أخذا في المضارة لما عجزوا عن المحاجة حرقوه فإن النار أهول ما يعاقب به وانصروا آلهتكم بالانتقام لها إن كنتم فاعلين إن كنتم ناصرين لها نصرا مؤزرا.
(69) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما ذات برد وسلام أي ابردي بردا غير ضار على إبراهيم.
(70) وأرادوا به كيدا مكرا في إضراره فجعلناهم الأخسرين أخسر من كل خاسر عاد سعيهم برهانا قاطعا على أنهم على الباطل وإبراهيم عليه السلام على الحق وموجبا لمزيد درجته واستحقاقهم أشد العذاب.
في الاحتجاج عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن إبراهيم عليه السلام لما القي في النار قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا وسلاما.
(71) ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين إلى الشام قيل بركته العامة إن أكثر الأنبياء بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرايعهم التي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية ولكثرة النعم فيها والخصب الغالب.
القمي قال فلما نهاهم إبراهيم عليه السلام واحتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع أهل مملكته إلى عيد لهم وكره أن يخرج إبراهيم عليه السلام معه فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا عمد إبراهيم عليه السلام إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم فكان يدنو من صنم فصنم فيقول له كل وتكلم فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده ورجله حتى فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم الذي كان في الصدر فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة فقالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وهو ابن آزر فجاؤوا به إلى نمرود فقال نمرود لآزر خنتني وكتمت هذا
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست