بن اشي (1) وكان اشي راعيا وكان له عشر بنين أصغرهم داود فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى أشي ان احضر واحضر ولدك فلما حضروا دعا واحدا بعد واحد من ولده فالبسه الدرع درع موسى فمنهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه فقال لا شي هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم أصغرهم تركته في الغنم راعيا فبعث إليه فجاء به فلما دعا أقبل ومعه مقلاع قال فناداه ثلاث صخرات في طريقه فقالت يا داود خذنا فأخذها في مخلاته وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه ففصل طالوت بالجنود وقال لهم نبيهم يا بني إسرائيل ان الله مبتليكم بنهر في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب الله ومن لم يشرب فهو من حزب الله الا من اغترف غرفة بيده فلما وردوا النهر اطلق الله لهم أن يغترف كل واحد منهم غرفة فشربوا منه الا قليلا منهم فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا وهذا امتحان امتحنوا به كما قال الله عز وجل.
وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاث (2) ماءة وثلاثة عشر رجلا فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وقال الذين لم يشربوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فجاء داود فوقف بحذاء جالوت وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج وفي جبهته ياقوتة يلمع نورها وجنوده بين يديه فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به ميمنة جالوت فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا وأخذ حجرا آخر فرمى به ميسرة جالوت فانهزموا فرمى جالوت بحجر فصك الياقوتة في جبهته ووصلت إلى دماغه ووقع على الأرض ميتا وهو قوله تعالى فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة.
وفي رواية العياشي ان داود لما دخل العسكر سمعهم يتعظمون امر جالوت فقال لهم ما تعظمون من أمره فوالله لئن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى ادخل على طالوت فقال يا فتى وما عندك من القوة وما جربت من نفسك قال كان الأسد يعدو على