التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
المطابق الذي لا يشك فيه أهل الكتاب لأنه في كتبهم كذلك وإنك لمن المرسلين حيث تخبر بها من غير تعرف واستماع.
(253) تلك الرسل إشارة إلى الجماعة المذكورة قصصها في السورة فضلنا بعضهم على بعض بأن خصصناه بمنقبة ليست لغيره منهم من كلم الله من غير سفير كموسى (عليه السلام) ليلة الحيرة في الطور ومحمد (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج حين كان قاب قوسين أو أدنى وبينهما بون بعيد ورفع بعضهم درجات بأن فضله على غيره من وجوه متعددة وبمراتب متباعدة فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث أوتي ما لم يؤت أحد من المعجزات المرتقية إلى الألف وأكثر وبعث إلى الجن والإنس وخص بالمعجزة القائمة إلى يوم القيامة.
وفي العيون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني، قال علي صلوات الله عليه فقلت يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرائيل فقال إن الله تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي والأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا.
وآتينا عيسى بن مريم البينات كإحياء الموتى وابراء الأكمه والأبرص وأيدناه بروح القدس جبرائيل كما مر في تفسير الإمام (عليه السلام) ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد الرسل من بعد ما جاءتهم البينات المعجزات الواضحات لاختلافهم في الدين وتفضيل بعضهم بعضا ولكن اختلفوا فمنهم من آمن بالتزام دين الأنبياء ومنهم من كفر لإعراضه عنه ولو شاء الله ما اقتتلوا كرره للتأكيد ولكن الله يفعل ما يريد من الخذلان والعصمة عدلا وفضلا.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
والعياشي سئل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا فعلام نقاتلهم فتلا هذه الآية ثم قال نحن
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413