في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا بالسبي والقهر على نواحينا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين تهديد لمن تولوا.
(247) وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا من أين يكون له ذلك ويستأهل ونحن أحق بالملك منه وراثة ومكنة ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فضيلة وسعة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع واسع الفضل يوسع على الفقير ويغنيه عليم بمن يليق بالملك لما استبعدوا تملكه لفقره رد عليهم بأن العمدة فيه اصطفاء الله وقد اختاره عليكم وهو أعلم بالمصالح وبأن الشرط فيه وفور العلم ليتمكن به من معرفة الأمور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب لا ما ذكرتم وقد زاده الله فيهما قيل وكان الرجل القائم يمد يده فينال رأسه وبأنه تعالى مالك الملك على الاطلاق فله أن يؤتيه من يشاء وبأنه واسع الفضل يغنيه عليم به إذ يصطفيه.
القمي عن الباقر (عليه السلام) ان بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن امر ربهم وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه، وروي انه ارميا النبي فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذاهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأخذ أموالهم واستعبد نساء هم ففزعوا إلى نبيهم وقالوا سل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر ولم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد فمن ذلك قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا وكان كما قال الله تعالى فما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم وقال لهم نبيهم ان الله ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال وكانت النبوة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف وكان طالوت من ولد ابن يامين أخي يوسف لأمه ولم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة قال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم وكان أعظمهم جسما وكان شجاعا قويا وكان أعلمهم الا أنه