المقدمة الرابعة في نبذ مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله روى العياشي بإسناده عن جابر قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شئ من تفسير القرآن فأجابني. ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب آخر غير هذا قبل اليوم فقال لي يا جابر ان للقرآن بطنا وللبطن بطنا وظهرا وللظهر ظهرا يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الآية لتكون أولها في شئ وآخرها في شئ وهو كلام متصل يتصرف على وجوه.
وبإسناده عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ظهر القرآن:
الذين نزل فيهم، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم.
وبإسناده عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر وبطن، قال: ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شئ وقع، قال الله تعالى * (وما يعلم تأويله إلا الله والر سخون في العلم) * نحن نعلمه.
أقول: المطلع بتشديد الطاء وفتح اللام مكان الاطلاع من موضع عال ويجوز أن يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه، ومحصل معناه قريب من معنى التأويل والبطن كما أن معنى الحد قريب من معنى التنزيل والظهر.
وبإسناده عن مسعدة بن صدقة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن