التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
(ثم لاتينهم) من الجهات الأربع جمع (من بين أيديهم) قال: " معناه أهون عليهم أمر الآخرة " (1). (ومن خلفهم) قال: " آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم " (2). (وعن أيمانهم) قال: " أفسد عليهم أمر دينهم، بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة " (3). (وعن شمائلهم) قال: " بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم " (4). (ولا تجد أكثرهم شاكرين): مطيعين. قاله تظننا، لقوله سبحانه: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " (5). ورد: " إنه استوجب من الله أن أعطاه ما أعطاه بركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة " (6).
(قال اخرج منها مذموما): مذموما، من ذأمه: إذا ذمه. (مدحورا): مطرودا (لمن تبعك منهم). اللام فيه لتوطية القسم، وجوابه: (لأملأن جهنم منكم أجمعين) أي: منك ومنهم.
ورد ما معناه إنه قال: " فكيف وأنت العدل الذي لا تجور، فثواب عملي بطل؟ قال:
لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت، أعطك. فأول ما سأل البقاء، ثم تسلطه على ولد آدم، ثم أن يجريه فيهم مجرى الدم، ثم أن لا يولد لهم ولد إلا ولد له اثنان، ثم أن يراهم ولا يرونه ويتصور لهم في كل صورة شاء، ثم أن يجعل صدورهم أوطانا له ولذريته، فأعطاه الله ذلك كله، فعند ذلك قال: " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " 7 " ثم لاتينهم " الآية " (8). (9)

(1) مجمع البيان 3 - 4: 404، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) مجمع البيان 3 - 4: 404، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) مجمع البيان 3 - 4: 404، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) مجمع البيان 3 - 4: 404، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) سبأ (34): 20.
(6) القمي 1: 42، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(7) ص (38): 82 و 83.
(8) الأعراف (7): 17.
(9) القمي 1: 42، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست