التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٦
لمحمد، حتى إذا اضمحل أمره أهلكهم أعداؤه ". كذا ورد (1). (ألا إنهم هم السفهاء) قال:
" الاخفاء العقول والآراء، الذين لم ينظروا حق النظر، فيعرفوا نبوته وثبات أمره " (2).
(ولكن لا يعلمون).
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم) قال: " أخدانهم (3) من المنافقين المشاركين لهم في تكذيب الرسول " (4). (قالوا إنا معكم) أي: في الدين والاعتقاد كما كنا (إنما نحن مستهزءون) بالمؤمنين.
(الله يستهزئ بهم): " يجازيهم جزاء من يستهزئ به، أما في الدنيا ففي إجراء أحكام المسلمين عليهم، وأمره الرسول بالتعريض لهم حتى لا يخفى من المراد بذلك التعريض، وأما في الآخرة فبأن بفتح لهم - وهم في النار - باب إلى الجنة فيسرعون نحوه، فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب، وذلك قوله تعالى: " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ". كذا ورد (5). (ويمدهم) قال: " يمهلهم ويتأنى بهم برفقه " (6).
(في طغيانهم): في التعدي عن حدهم. (يعمهون): يتحيرون، والعمة في البصيرة كالعمى في البصر.
(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) قال: " باعوا دين الله واعتاضوا منه الكفر بالله " (7). (فما ربحت تجارتهم) قال: " ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة، لأنهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنة التي كانت معدة لهم لو آمنوا " (8). (وما كانوا مهتدين) قال: " إلى الحق والصواب " (9).

١ - تفسير الإمام عليه السلام: ١١٨ - ١١٩.
٢ - المصدر: ١١٩ - ١٢٠.
٣ - جمع خدن، والخدن: الصديق. الصحاح ٥: ٢١٠٧، ومجمع البحرين 6: 343 (خدن).
4 - تفسير الإمام عليه السلام: 123. والآية في الرقم الخامس، في المطففين (83): 34.
5 - تفسير الإمام عليه السلام: 123. والآية في الرقم الخامس، في المطففين (83): 34.
6 - تفسير الإمام عليه السلام: 123. والآية في الرقم الخامس، في المطففين (83): 34.
7 - المصدر: 125 - 126.
8 - المصدر: 125 - 126.
9 - المصدر: 125 - 126.
(١٦)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست