الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣٢
(فإن قلت: لم احتج عليهم بالأفول دون البزوغ وكلاهما انتقال الخ) قال أحمد: وهذه أيضا من عيون نكته ووجوه حسناته.
قوله تعالى (وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون. وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون) قال (إلا أن يشاء معناه إلا وقت مشيئة ربي شيئا فحذف الوقت الخ) قال أحمد: هو بمعنى يجعلها قادرة على المضرة بأن يخلق بها قدرة تخلق بها المضرة لمن يريد بناء على قاعدته وقد علمت أن عقيدة أهل السنة أن لا يجوز عقلا أن يخلق غير الله، ولا يقدر قدرة مؤثرة في المقدور إلا هو، وإن كان الزمخشري لم يصرح ههنا من عقيدته فإنما يعني حيث يصرح أو يكني ما يلائمها ويتنزل عليها، وغاية خوف إبراهيم منها المعلق على مشيئة الله لذلك خوف الضرر عندها بقدرة الله تعالى لا بها، وكأنه في الحقيقة لم يخف إلا من الله لأن الخوف الذي أثبته منها معلق بمشيئة الله وقدرته وهو كلا خوف منها، والله أعلم.
عاد كلامه، قال (ومعنى كيف أخاف ما أشركتم الخ ما لكم تنكرون علي الأمن الخ) قال أحمد: ويحتمل أن
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 36 37 38 ... » »»