إذا كان هذا واردا في أبي بكر فكيف قيل للرسول عليه الصلاة والسلام: قل أندعوا من دون الله الخ) قال أحمد:
هو مبني على أن الامر هو الإرادة أو من لوازمه إرادة المأمور به وهذا الاعراب منزل على معتقده هذا. وأما أهل السنة فكما علمت أن الامر عندهم غير الإرادة ولا يستلزمها، وقولهم في هذه اللام كقولهم في - وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - من نفي كونها تعليلا، والوجه في ذلك أنهم لما أوضحت لهم الآيات البينات وأزيحت عنهم العلل وتمكنوا من الاسلام والعبادة امتثالا للأمر، جعلوا بمثابة من أريد منهم ذلك تمكينا لحضهم على الامتثال ولقطع أعذارهم إذا فعل بهم فعل المراد منهم ذلك، ومن شأن المريد للشئ إذا كان قادرا على حصوله أن يزيح العلل ويرفع الموانع، وكذلك فعل مع المكلفين وإن لم تكن الطاعة مرادة من جميعهم، وأما إذا كانت اللام هي