تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٩٨
(واذكر عبدنآ أيوب إذ نادى ربه أنى مسني الشيطن بنصب وعذاب (41) اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42) ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الالبب (43) وخذ بيدك ضغثا فاضرب بهى ولا تحنث إنا وجدنه صابرا نعم العبد إنه أواب (44)) (أيوب) عطف بيان، و (إذ) بدل الاشتمال منه، (أنى) أي: بأني (مسني) حكاية لكلامه الذي ناداه بسببه، ولو لم يحك لقال: بأنه مسه، وقرئ:
(بنصب) بضم النون، وبفتح النون والصاد (1)، وضمها (2)، والنصب والنصب:
التعب والمشقة، كالرشد والرشد، والنصب: تثقيل " نصب "، والعذاب الأليم يريد مرضه وما كان يقاس فيه من أنواع الوصب. وقيل: النصب: الضر في البدن، والعذاب: في ذهاب الأهل والمال (3)، وإنما نسبه إلى الشيطان لما كان يوسوس به إليه من تعظيم ما نزل به من البلاء ويغريه على الجزع، فالتجأ إلى الله سبحانه في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء.
(اركض برجلك) على تقدير القول، أي: قلنا له: ادفع برجلك الأرض هذا ما تغتسل به (4) وتشرب منه فيبرأ باطنك وظاهرك، وقيل: إنه نبعت عينان فاغتسل من إحداهما وشرب من الأخرى، فذهب الداء من ظاهره وباطنه بإذن الله (5).
(رحمة منا وذكرى) مفعول لهما، والمعنى: أن الهبة كانت للرحمة له ولتذكير أولي الألباب، لأنهم إذا سمعوا بذلك رغبوا في الصبر على البلاء.

(١) قرأه عاصم الجحدري والسدي ويعقوب بن إسحاق. راجع شواذ القرآن لابن خالويه:
ص ١٣٠.
(٢) أي: " بنصب " بضمتين، وهي قراءة أبي جعفر المدني والحسن. راجع المصدر السابق.
(٣) قاله السدي. راجع تفسير الماوردي: ج ٥ ص ١٠١.
(٤) في نسخة: " هذا ماء تغتسل به ".
(٥) قاله الحسن البصري وقتادة. راجع التبيان: ج ٨ ص ٥٦٨.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»