تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٩٤
لاستوت عند الله حال الصالح والطالح، والمحسن والمسيء، ومن سوى بينهم لم يكن حكيما.
وقرئ: " لتدبروا " (1) على الخطاب، وتدبر الآيات: التفكر فيها والاتعاظ بمواعظها، والمبارك: الكثير النفع والخير.
(ووهبنا لداوود سليمن نعم العبد إنه أواب (30) إذ عرض عليه بالعشي الصفنت الجياد (31) فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب (32) ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق (33) ولقد فتنا سليمن وألقينا على كرسيهى جسدا ثم أناب (34) قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغى لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب (35) فسخرنا له الريح تجرى بأمره ى رخآء حيث أصاب (36) والشيطين كل بنآء وغواص (37) وءاخرين مقرنين في الأصفاد (38) هذا عطآؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39) وإن له عندنا لزلفى وحسن ماب (40)) أي: (نعم العبد) هو المخصوص بالمدح محذوف، وعلل كونه ممدوحا بكونه أوابا رجاعا إلى الله عز اسمه في أموره، أو مؤوبا مرجعا لتسبيحه وتقديسه لأن كل مؤوب أواب، و (الصفنت): الخيل القائمة على ثلاث قوائم، الواضعة طرف السنبك الرابع على الأرض (الجياد) السريعة المشي، الواسعة الخطو، جمع سبحانه بين وصفيها المحمودين واقفة وجارية، وضمن (أحببت) معنى فعل متعد ب‍ " عن "، فكأنه قال: أنبت حب الخير عن ذكر ربي أو: جعلت حب الخير مغنيا

(1) وهي قراءة عاصم برواية أبي بكر عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 553.
(١٩٤)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»