تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
(وخذ) معطوف على (اركض)، (ضغثا) هو ملء الكف من الشماريخ (1)، وذلك أنه حلف على امرأته لقول أنكره منها لئن عوفي ليضربنها مائة جلدة، فاضربها دفعة واحدة (ولا تحنث) في يمينك (إنا وجدنه) علمناه (صابرا) على البلاء الذي ابتليناه به.
(واذكر عبدنآ إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصر (45) إنآ أخلصنهم بخالصة ذكرى الدار (46) وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار (47) واذكر إسمعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار (48) هذا ذكر وإن للمتقين لحسن ماب (49) جنت عدن مفتحة لهم الأبواب (50) متكين فيها يدعون فيها بفكهة كثيرة وشراب (51) وعندهم قصرات الطرف أتراب (52) هذا ما توعدون ليوم الحساب (53) إن هذا لرزقنا ماله من نفاد (54)) (إبرهيم وإسحق ويعقوب) عطف بيان ل‍ (عبدنآ) ومن قرأ " عبدنا " (2) جعل (إبرهيم) وحده عطف بيان، وعطف (إسحق ويعقوب) على " عبدنا "، (أولى الأيدي والأبصر) أولي الأعمال الدينية والفكر العلمية، كان الذين لا يعملون أعمال الآخرة ولا يتفكرون أفكار ذوي الديانات في حكم الزمنى، الذين لا يقدرون على إعمال جوارحهم، والمسلوبي العقول الذين لا استبصار بهم، والأبصار: جمع البصر وهو العقل.
(إنآ أخلصنهم) جعلناهم لنا خالصين (بخالصة) بخصلة خالصة لا شوب

(1) الشماريخ: جمع الشمراخ وهو العثكول والعثكال: وهو ما عليه البسر من عيدان الكباسة، وهو في النخل بمنزلة العنقود في العنب، (الصحاح: مادتي عثكل وشمرخ) وفي الفارسية:
خوشه خرما.
(2) قرأه ابن كثير. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 554.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»