بعدي)، وقيل: كان ملكا عظيما فخاف أن يعطى غيره مثله فلا يحافظ على حدود الله فيه، كما قالت الملائكة: ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها﴾ (1) (2).
(رخآء) أي: لينة طيبة لا تزعزع (3)، وقيل: مطيعة له (4) (تجرى) إلى حيث يشاء، وقوله: (حيث أصاب) معناه: حيث قصد وأراد. و (الشيطين) عطف على (الريح)، و (كل بناء) بدل من (الشيطين) (وءاخرين) عطف على (كل) داخل في حكم البدل، وهو بدل الكل من الكل. كانوا يبنون له ما يشاء من الأبنية الرفيعة، ويغوصون له في البحر على اللالئ والجواهر، فيستخرجون ما شاء منها، وهو أول من استخرج الدر من البحر، وكان يقرن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والأغلال، ويجمع بين اثنين وثلاثة منهم في سلسلة يؤدبهم إذا تمردوا، والصفد: القيد، وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه، وفرقوا بين الفعلين فقالوا: صفده: قيده، وأصفده: أعطاه.
هذا الذي أعطيناك من الملك والبسط (عطآؤنا... بغير حساب) أي: جما كثيرا لا يقدر على حسبه وحصره، أو: لا يحاسب يوم القيامة على ما تعطي وتمنع، (فامنن) فأعط منه ما شئت من المنة وهي العطاء (أو أمسك) مفوضا إليك التصرف فيه، أو: فامنن على من شئت من الشياطين بالإطلاق وأمسك من شئت منهم في الوثاق (بغير حساب) لا حساب عليك في ذلك. (وإن له عندنا) النعمة الباقية في الآخرة، وهي الزلفة والقربى وحسن المآب.