تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
ا لابصر (٦٣) إن ذا لك لحق تخاصم أهل النار (٦٤) قل إنمآ أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار (٦٥) رب السموات والارض وما بينهما العزيز الغفر (٦٦)) أي: الأمر هذا، أو: هذا كما ذكر إن للذين طغوا على الله (لشر مآب)، (جهنم) عطف بيان له (فبئس المهاد) شبه ما تحتهم من النار بالمهاد الذي يفترشه النائم. أي: (هذا) حميم فليذوقوه، أو: العذاب هذا فليذوقوه ثم ابتدأ فقال: هو (حميم وغساق)، أو: ليذوقوا هذا (فليذوقوه) مثل قوله: ﴿فإياى فارهبون﴾ (1)، وقرئ: (وغساق) بالتشديد والتخفيف (2) حيث كان، وهو ما يغسق من صديد أهل النار أي: يسيل، يقال: غسقت العين إذا سالت دموعها، ويقال: الحميم يحرق بحره والغساق يحرق ببرده. " وأخر " (3) أي: ومذوقات أخر من شكل هذا المذوق، أي: مثله في الفظاعة والشدة، (أزوج) أي: أجناس، وقرئ: (وآخر) أي: وعذاب آخر أو مذوق آخر، و (أزوج) صفة ل‍ (ءاخر) لأنه يجوز أن يكون ضروبا أو صفة للثلاثة وهي: (حميم) و (غساق) و (آخر من شكله).
(هذا فوج مقتحم معكم) هذا جمع كثيف قد اقتحم معكم النار، أي: دخل النار في صحبتكم، وهو حكاية كلام الطاغين بعضهم لبعض أي: يقولون هذا،

(١) النحل: ٥١.
(2) وبالتخفيف قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 555.
(3) الظاهر أن المصنف هنا اعتمد على قراءات ضم الهمزة من غير مد تبعا للزمخشري في الكشاف، وهي قراءة أبي عمرو وحده وفي رواية عن ابن كثير. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 555.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»