تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
بسم الله الرحمن الرحيم (تنزيل الكتب من الله العزيز الحكيم (1) إنآ أنزلنآ إليك الكتب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين (2) ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه ى أوليآء ما نعبدهم إلا ليقربونآ إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كذب كفار (3) لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشآء سبحنه هو الله الواحد القهار (4) خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفر (5)) (تنزيل) مبتدأ أخبر عنه بالظرف، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذا تنزيل الكتاب، والجار صلة (تنزيل) كما تقول: نزل من عند الله، أو غير صلة فيكون خبرا بعد خبر، أو حالا من (تنزيل) عمل فيها معنى الإشارة.
(مخلصا له الدين) من الشرك والرياء بالتوحيد وتصفية السر. (الدين الخالص) ما لا يشوبه الرياء والسمعة، وعن قتادة: هو شهادة أن لا إله إلا الله (1)، وقيل: هو الاعتقاد الواجب من التوحيد والعدل والنبوة، والعمل بموجب الشرائع، والبراءة من كل دين سواها (2). (والذين اتخذوا من دون الله أوليآء) قائلين:
(ما نعبدهم إلا ليقربونآ إلى الله) أي: ليشفعوا لنا إليه، و (زلفى) اسم أقيم مقام المصدر، وخبر (الذين) قوله: (إن الله يحكم بينهم)، والمراد بمنع الهداية:

(١) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج ١٠ ص ٦١١.
(٢) حكاه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٩ ص ٥
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»