له، أي: وعلم داود وأيقن (أنما فتنه) أي: اختبرناه وابتليناه لا محالة بامرأة أوريا، قيل: إن أهل زمان داود كانوا قد اعتادوا أن ينزل بعضهم لبعض عن امرأته إذا أعجبته، فاتفق أن عين داود وقعت على امرأة رجل يقال له: أوريا فأعجبته، فسأله النزول له عنها، فاستحيا أن يرده ففعل، فتزوجها، فقيل له: إنك على (1) ارتفاع منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلا ليس له إلا امرأة واحدة النزول عنها (2). وقيل: خطبها أوريا ثم خطبها داود فآثره أهلها (3).
وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنه قال: " لا أوتى برجل يزعم أن داود تزوج امرأة أوريا إلا جلدته حدين: حدا للنبوة وحدا للإسلام " (4).
وروي: أن التحاكم كان بين ملكين (5)، وقيل: كانا من الإنس، وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما: إما كانا خليطين في الغنم، وإما كان أحدهما موسرا وله نسوان كثيرة من السراري والمهائر، والثاني معسرا ماله إلا امرأة واحدة فاستنزله عنها (6)، وإنما فزع لدخولهما عليه في غير وقت الحكومة أن يكونا مغتالين، وإنما عوتب على عجلته في الحكم قبل تثبت، وكان من حقه حين سمع الدعوى من أحدهما أن يسأل الآخر عنده فيها. وعن مجاهد: مكث ساجدا أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة، أو لحاجة لابد منها (7)، وقد يعبر عن السجود بالركوع.