هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.
____________________
يسعوا لها بما ينفعهم عنده، أو فأراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم كقوله تعالى - لا يرتد إليهم طرفهم - هذا تنبيه للناس وإيذان لهم بأنهم لفرط غفلتهم وقلة فكرهم في العاقبة وتهالكهم على إيثار العاجلة واتباع الشهوات كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار والبون العظيم بين أصحابهما، وأن الفوز مع أصحاب الجنة فمن حقهم أن يعلموا ذلك وينبهوا عليه كما تقول لمن يعق أباه: هو أبوك تجعله بمنزلة من لا يعرفه فتنبهه بذلك على حق الأبوة الذي يقتضى البر والتعطف. وقد استدل أصحاب الشافعي رضي الله عنه بهذه الآية على أن المسلم لا يقتل بالكافر، وأن الكفار لا يملكون أموال المسلمين بالقهر. هذا تمثيل وتخييل كما مر في قوله تعالى - إنا عرضنا الأمانة - وقد دل عليه قوله - وتلك الأمثال نضربها للناس - والغرض توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن وتدبر قوارعه وزاجره. وقرئ مصدعا على الإدغام (وتلك الأمثال) إشارة إلى هذا المثل وإلى أمثاله في مواضع من التنزيل (الغيب) المعدوم (والشهادة) الموجود المدرك كأنه يشاهده. وقيل ما غاب عن العباد وما شاهدوه، وقيل السر والعلانية وقيل الدنيا والآخرة (القدوس) بالضم والفتح وقد قرئ بهما: البليغ في النزاهة عما يستقبح ونظيره السبوح، وفى تسبيح الملائكة " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " و (السلام) بمعنى السلامة ومنه دار السلام وسلام عليكم وصف به مبالغة في وصف كونه سليما من النقائص أو في إعطائه السلامة، و (المؤمن) واهب الأمن، وقرئ بفتح الميم بمعنى المؤمن به على حذف الجار كما تقول في قوم موسى من قوله تعالى - واختار موسى قومه - المختارون بلفظ صفة السبعين، و (المهيمن) الرقيب على كل شئ الحافظ له مفيعل من الأمن إلا أن همزته قلبت هاء، و (الجبار) القاهر الذي جبر خلقه على ما أراد أي أجبره و (المتكبر) البليغ الكبرياء والعظمة، وقيل المتكبر عن ظلم عباده، و (الخالق) المقدر لما يوجده، و (البارئ) المميز بعضه من بعض بالأشكال المختلفة، و (المصور) الممثل، وعن حاطب بن أبي بلتعة أنه قرأ البارئ المصور بفتح