الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٨٣
للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم
____________________
هذا، فقال الرجل: اقرأ على في هذا آية من كتاب الله، قال نعم، فقرأها عليه (للفقراء) بدل من قوله لذي القربى والمعطوف عليه، والذي منع الإبدال من الله وللرسول والمعطوف عليهما، وإن كان المعنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أخرج رسوله من الفقراء في قوله - وينصرن الله ورسوله - وأنه يترفع برسول الله عن التسمية بالفقير، وأن الإبدال على ظاهر اللفظ من خلاف الواجب في تعظيم الله عز وجل (أولئك هم الصادقون) في إيمانهم وجهادهم (والذين تبوءوا) معطوف على المهاجرين وهم الأنصار. فإن قلت: ما معنى عطف الإيمان على الدار ولا يقال تبوءوا الإيمان؟ قلت: معناه تبوءوا الدار وأخلصوا الإيمان كقوله:
* علفتها تبنا وماء باردا * أي وجعلوا الإيمان مستقرا ومتوطنا لهم لتمكنهم منه واستقامتهم عليه كما جعلوا المدينة كذلك، أو أراد دار الهجرة ودار الإيمان فأقام لام التعريف في الدار مقام المضاف إليه، وحذف المضاف من دار الإيمان ووضع المضاف إليه مقامه، أو سمى المدينة لأنها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان بالإيمان (من قبلهم)
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»