____________________
وقال: هذا قطعتها غيظا للكفار. وقد استدل به على جواز الاجتهاد وعلى جوازه بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهما بالاجتهاد فعلا، واحتج به من يقول كل مجتهد مصيب (أفاء الله على رسوله) جعله له فيئا خاصة.
والإيجاف من الوجيف وهو السير السريع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الإفاضة من عرفات " ليس البر بإيجاف الخيل ولا إيضاع الإبل، على هينتكم " ومعنى (فأما أوجفتم عليه) فما أوجفتم على تحصيله وبغنمه خيلا ولا ركابا ولا تعبتم في القتال عليه وإنما مشيتم إليه على أرجلكم، والمعنى: أن ما خول الله رسوله من أموال بنى النضير شئ لم تحصلوه بالقتال والغلبة، ولكن سلطه الله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم، فالأمر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء: يعنى أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها وأخذت عنوة وقهرا وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت. لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى فهي منها غير أجنبية عنها.
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصنع بما أفاء الله عليه وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسوما على الأقسام الخمسة. والدولة والدولة بالفتح والضم وقد قرئ بهما: ما يدول للإنسان: أي يدور من الجد، يقال دالت له الدولة وأديل لفلان، ومعنى قوله تعالى (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) كيلا يكون الفئ الذي حقه أن يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جدا بين الأغنياء يتكاثرون به، أو كيلا يكون دولة جاهلية بينهم، ومعنى الدولة الجاهلية أن الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة لأنهم أهل الرياسة والدولة والغلبة، وكانوا يقولون: من عز بز، والمعنى: كيلا يكون أخذه غلبة وأثرة جاهلية، ومنه قول الحسن: اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا يريد من غلب منهم أخذه واستأثر به. وقيل الدولة ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف: يعنى كيلا يكون الفئ شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه فلا يصيب الفقراء، والدولة بالفتح بمعنى التداول: أي كيلا يكون ذا تداول بينهم أو كيلا يكون إمساكه تداولا بينهم لا يخرجونه إلى الفقراء. وقرئ دولة بالرفع على كان التامة كقوله تعالى - وإن كان ذو عسرة - يعنى كيلا يقع دولة جاهلية ولينقطع أثرها أو كيلا يكون تداول له بينهم، أو كيلا يكون شئ متعاور بينهم غير مخرج إلى الفقراء (وما آتاكم الرسول) من قسمة غنيمة أو في ء (فخذوه وما نهاكم) عن أخذه منها (فانتهوا) عنه ولا تتبعه أنفسكم (واتقوا الله) أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه (إن الله شديد العقاب) لمن خالف رسوله، والأجود أن يكون عاما في كل ما آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنه، وأمر الفئ داخل في عمومه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه لقى رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له: انزع عنك
والإيجاف من الوجيف وهو السير السريع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الإفاضة من عرفات " ليس البر بإيجاف الخيل ولا إيضاع الإبل، على هينتكم " ومعنى (فأما أوجفتم عليه) فما أوجفتم على تحصيله وبغنمه خيلا ولا ركابا ولا تعبتم في القتال عليه وإنما مشيتم إليه على أرجلكم، والمعنى: أن ما خول الله رسوله من أموال بنى النضير شئ لم تحصلوه بالقتال والغلبة، ولكن سلطه الله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم، فالأمر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء: يعنى أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها وأخذت عنوة وقهرا وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت. لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى فهي منها غير أجنبية عنها.
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصنع بما أفاء الله عليه وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسوما على الأقسام الخمسة. والدولة والدولة بالفتح والضم وقد قرئ بهما: ما يدول للإنسان: أي يدور من الجد، يقال دالت له الدولة وأديل لفلان، ومعنى قوله تعالى (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) كيلا يكون الفئ الذي حقه أن يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جدا بين الأغنياء يتكاثرون به، أو كيلا يكون دولة جاهلية بينهم، ومعنى الدولة الجاهلية أن الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة لأنهم أهل الرياسة والدولة والغلبة، وكانوا يقولون: من عز بز، والمعنى: كيلا يكون أخذه غلبة وأثرة جاهلية، ومنه قول الحسن: اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا يريد من غلب منهم أخذه واستأثر به. وقيل الدولة ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف: يعنى كيلا يكون الفئ شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه فلا يصيب الفقراء، والدولة بالفتح بمعنى التداول: أي كيلا يكون ذا تداول بينهم أو كيلا يكون إمساكه تداولا بينهم لا يخرجونه إلى الفقراء. وقرئ دولة بالرفع على كان التامة كقوله تعالى - وإن كان ذو عسرة - يعنى كيلا يقع دولة جاهلية ولينقطع أثرها أو كيلا يكون تداول له بينهم، أو كيلا يكون شئ متعاور بينهم غير مخرج إلى الفقراء (وما آتاكم الرسول) من قسمة غنيمة أو في ء (فخذوه وما نهاكم) عن أخذه منها (فانتهوا) عنه ولا تتبعه أنفسكم (واتقوا الله) أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه (إن الله شديد العقاب) لمن خالف رسوله، والأجود أن يكون عاما في كل ما آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنه، وأمر الفئ داخل في عمومه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه لقى رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له: انزع عنك