____________________
آمنوا بمكة ولم يهاجروا. وقيل هم النساء والصبيان، وقيل قدمت على أسماء بنت أبي بكر أمها قتيلة بنت عبد العزى وهى مشركة بهدايا فلم تقبلها ولم تأذن لها في الدخول فنزلت، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدخلها وتقبل منها وتكرمها وتحسن إليها. وعن قتادة: نسختها آية القتال (وتقسطوا إليهم) وتفضوا إليهم بالقسط ولا تعلموهم، وناهيك بتوصية الله المؤمنين أن يستعملوا القسط مع المشركين به ويتحاموا ظلمهم مترجمة عن حال مسلم يجترئ على ظلم أخيه المسلم (إذا جاءكم المؤمنات) سماهن مؤمنات لتصديقهن بألسنتهن ونطقهن بكلمة الشهادة ولم يظهر منهن ما ينافي ذلك، أو لأنهن مشارفات لثبات إيمانهن بالامتحان (فامتحنوهن) فابتلوهن بالحلف والنظر في الأمارات ليغلب على ظنونكم صدق إيمانهن. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للممتحنة: بالله الذي لا إله إلا هو ما خرجت من بغض زوج، بالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، بالله ما خرجت التماس دنيا، بالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله (الله أعلم بإيمانهن) منكم لأنكم لا تكسبون فيه علما تطمئن معه نفوسكم، وإن استحلفتموهن ورزتم أحوالهن وعند الله حقيقة العلم به (فإن علمتموهن مؤمنات) العلم الذي تبلغه طاقتكم وهو الظن الغالب بالحلف وظهور الأمارات (فلا ترجعوهن إلى الكفار) فلا تردوهن إلى أزواجهن المشركين لأنه لأحل بين المؤمنة والمشرك (وآتوهم ما أنفقوا) وأعطوا أزواجهن مثل ما دفعوا إليهن من المهور. وذلك أن صلح الحديبية كان على أن من أتاكم من أهل مكة رد إليهم ومن أتى منكم مكة لم يرد إليكم، وكتبوا بذلك كتابا وختموه، فجاءت سبيعة بنت الحرث الأسلمية مسلمة والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية، فأقبل زوجها مسافر المخزومي، وقيل صيفي ابن الراهب فقال: يا محمد أردد على امرأتي فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف، فنزلت بيانا لأن الشرط إنما كان في الرجال دون النساء. وعن الضحاك كان بين